أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تفاصيل التخلص الآمن من حوالي 470 طناً من المبيدات عالية الخطورة والمهجورة التي كانت مخزنة بأحد المخازن بمنطقة الصف بالجيزة، خلال احتفالية نظمتها وزارة البيئة من خلال مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة التابع لها، بحضور أوليفر بريد ممثل البنك الدولي والدكتور محمد إبراهيم عبد المجيد ممثلا عن وزير الزراعة وعدد من أعضاء مجلس النواب وخبراء البيئة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن الوزارة اهتمت بشكل موازي للتخلص من المبيدات المخزن عالية الخطورة، تأمين تخزينها لحين التخلص منها بما يضمن سلامة المواطنين في المنطقة وهذا ما لفت النظر إليه الدكتور مصطفى كمال طلبة العالم البيئي الراحل، مشيرة إلى أن القضاء على تلك المبيدات والمواد الخطرة كان بمثابة قنبلة موقوتة على مدار ٣٠ سنة، وأن هذا الإنجاز يؤكد قدرتنا على مواجهة مشكلة ادارة المخلفات الصلبة والتي تعد أقل خطورة.
واستعرضت الوزيرة، جهود وزارة البيئة للتخلص الآمن من المخلفات الخطرة الذي يعد تحدي كبير، حيث تعمل الوزارة حاليا على الانتهاء من استراتيجية الإدارة المتكاملة للمخلفات الخطرة، وتنفيذ التزاماتنا الدولية في اتفاقيتي استكهولم وبازل، بالإضافة إلى العمل على رفع وعي المواطن الذي يعد شريك أساسي، ونطرح له البديل وهذا ما تم مراعاته عند إعدادنا لإستراتيجية إدارة المخلفات الإلكترونية التي سيتم اطلاقها قريبا.
وأضافت أنه يتم العمل مع كافة الجهات الشريكة ومنها وزارة الاتصالات فيما يخص التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية، ووزارة الصحة للتخلص الآمن من النفايات الطبية، ونتعاون مع وزارة الكهرباء للتخلص من بعض زيوت المحولات الكهربية، والتخلص من الجزء المتبقي من المبيدات بالتعاون مع وزارة الزراعة.
وأوضحت فؤاد، أن الهدف من هذا الإنجاز ليس فقط التزام دولي ولكن الحفاظ على صحة المواطن والتي تعد الشغل الشاغل لوزارة البيئة، مشيدة بالتعاون المثمر مع الجهات الشريكة في هذا الإنجاز سواء وزارة الزراعة والبنك الدولي ومرفق البيئة الدولي، ودعم السادة النواب للبيئة لتصبح اسلوب حياة، ودور علماء البيئة فى نقل الخبرات وبناء القدرات في مجال البيئة.
ومن جانبه، وجه ممثل البنك الدولي الشكر والثناء على الجهود التى بذلتها الحكومة المصرية والتعاون الذي تم بين وزارتي البيئة والزراعة في هذا الإنجاز الكبير، ومن اهم مخرجاتها بناء كوارد مصرية للتعامل مع تلك الملوثات دون الحاجة إلى كوادر من الخارج، متمنيا استكمال التعاون.
كما أكد الدكتور محمد ابراهيم عبد المجيد رئيس لجنة المبيدات، في الكلمة التى ألقاها نيابة عن وزير الزراعة أن الإنجاز الذي تم في التخلص من الملوثات العضوية الثابتة هو انجاز غير مسبوق، وأثنى على دور وزارة البيئة الهام فى اداراة تلك المنظومة المتكاملة كسبب أساسي في هذا النجاح، مشيرا إلى أن مصر أوقفت استيراد هذا النوع من الملوثات منذ 1972، ولكن نتيجة لتراكمات هذه الملوثات والاستخدام العشوائي لها على مدار سنوات فكان من الضروري التخلص الآمن والكامل منها لتحقيق التوازان البيئي وحفاظ على صحة الإنسان والحيوانات وهو ما نجحت مصر في تحقيقه، كما سيتم التخلص النهائي من الكمية المتبقية من تلك الملوثات والتي تبلغ حوالي 300 طن.
يذكر أن، مصر نجحت في التخلص الآمن من حوالي 470 طناً من المبيدات عالية الخطورة والمهجورة التي كانت مخزنة بأحد المخازن بمنطقة الصف بالجيزة، إضافة إلى كل المخلفات الناتجة عن تنفيذ هذه العملية لتنتقل هذه المبيدات والمخلفات وتحرق خارج مصر في أفران خاصة في كل من السويد وفرنسا، وتم تطهير المخزن بالكامل لتستعيد البيئة رونقها ويعيش السكان بصحة أفضل في مكان لا طالما انزعجوا منه وأقلقهم.