تندرج مادة الـ «لينداين» ضمن المبيدات التي كانت تستخدم في مقاومة الجراد وحشرات أخرى. وورد في بحث أجرته لجنة شكلتها «الهيئة الدوليّة لبحوث السرطان» أنّها مادة مسرطنة للإنسان، ومدرجة على قائمة «اتفاق ستوكهولم للملوّثات العضويّة الثابتة». وتضم القائمة مجموعة من الملوّثات التي تتصف بأنّها مواد كيماوية عضويّة تتشكّل بنيتها الأساسيّة من ذرّات الكربون والكلور أو البروميوم. ويطلق عليها صفة الثبات لأنها تقاوم التحلّل بصورة طبيعية في البيئة، ويصعب ذوبانها في الماء أيضاً. وتنطلق من مكان إلى آخر، بل تقطع مسافات ربما تمتد إلى آلاف الأميال. وتتراكم في الأنسجة الدهنية للإنسان والكائنات الحية لتسبب أمراضاً خطيرة، من بينها السرطان. وكذلك تتميّز بأنها تدوم في البيئة لفترات طويلة، وكانت تستخدم في مجالات عدة من بينها مكافحة انتشار بعض الحشرات الناقلة والمسببة لبعض الأمراض للإنسان. وكذلك استعملت كمبيدات لمكافحة الآفات الزراعية والحشرات، إضافة إلى استعمالها في صناعات عدة.
وأثبتت البحوث العلمية أنّ التعرض لتلك الملوّثات يسبب أمراضاً خطيرة، بل إنه يؤذي جهاز المناعة في الجسم أيضاً. وتحوّل العالم الآن إلى استخدام بدائل لتلك الملوّثات العضويّة الثابتة. في مجال الزراعة، يجير اتّباع أساليب المكافحة المتكاملة والحيوية للآفات، واستخدام أنواع جديدة من المبيدات الفعّالة لأنها تكون أقل قدرة على مقاومة التحلّل، وتالياً فهي لا تدوم في البيئة طويلاً.
نبذة عن «اتفاق ستوكهولم»
شغل موضوع النفايات الخطرة وانتقالها عبر الحدود، خصوصاً إلى بلاد العالم النامي، المحافل العلمية العالمية منذ ثمانينات القرن العشرين. وآنذاك، تعامل بعض الدول المتقدمة مع أفريقيا ودول العالم النامي على أنها مكب النفايات الخطرة. وفي العام 1989 انعقد مؤتمر بيئي لذلك الشأن في سويسرا. واعتمد «اتفاق بازل» في شأن التحكّم في نقل النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها. ودخلت حيز التنفيذ في أيار (مايو) 1992. وفي أيار 2004، تم تفعيل «اتفاق ستوكهولم» الذي تمت صياغته في 2001، كي يعمل بصورة صريحة على حظر إنتاج الملوّثات العضويّة الثابتة وتقييد استخدامها، والحدّ من انبعاثاتها وانتشارها في البيئة.
وفي 2004، أعلن «اتفاق روتردام» الذي اشترط الإخطار المسبق عند نقل بعض المبيدات والكيماويات الخطرة في خطوط التجارة الدوليّة.